مراسي

ما دمتَ بخير بقلم أسماء بنت جمعه المخينية

أسماء بنت جمعه المخينية

العافية والصحة أجلّ الأرزاق وأعظمها وهي النعمة التي تجعلك تستطيع وتقدر وتأتي وتذهب وتنام وتصحو وتأكل وتشرب وتفكر وتحاور وتناظر، هي أنت أجمع فبدونها لا تستطيع ولا تقدر وقد لا تتكلم وقد لا تكون في المجتمع أصلًا فتنتهي بمجرد أن يصيبك ابتلاء يجعلك منعزلًا انعزالًا تامًا حين يمنع عليك الطبيب الزيارات بسبب العدوى وأن جسمك لم يعد قادرًا على تحمل المزيد.

أحيانا أو لربما غالبًا ما تأتي الأمراض فُجاءَة وتأخذك من عالم إلى عالمٍ أخر وكأن صفحة من حياتك انتهت لتبدأ صفحة أخرى تُنسيك أنك في مثل هذا الوقت بظروف زمانه ومكانه كنت تعيش أجمل لحظاتك تضحك مع هذا وتمازح هذا وتقوم بعمل وتحقق أُمنيةً جعلتك تقفز من الفرح، وقتا يقتلُ فيك الراحة ويسرق منك البسمة تلتقفك الآهاتِ وتعتريك الأوجاع وتصبح غير قادر على عوان نفسك، غير قادر على معالجة نفسك، تبتلع العلاج مهما كان مرارته وغلظ طعمه تتوه بين متاهت الإحساس المؤلم في صرخة الآه وصمت الصبر تترنح بك الدنيا ولا تصبو على اتزان، وتهوي بك رصاصات البنان فتعجز عن الحراك وتستسلم كرهًا ورغمًا، يؤلمنا ما نراه من حال محزن في كل من أصابه ابتلاء عظيم ولم يعد هو، غابت ابتسامته وانتشلت حركته وهارت قواه وأصبح محدود الإمكانات عاجز عن القيام بأقل أهدافه ولولا الصبر والرضى والإيمان بأن لكل ألمٍ أجرًا كبيرًا عند الله لقضى اليأس على أرواح المبتلين فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين راضين بقضائه شاكرين لعطائه، هنا نتعلم كيف نحافظ على العافية حين نقلب العافية بالبلاء حين السقم والمرض، نرى ونبصر جوهرية العافية ومدى قوة حاجتنا وبقاءنا بها، العافية أكبر رزق ونعمة يجدها الإنسان في حياته والخير بدونها قليل وإن كثر.

فيا أنا ويا عباد الله اغتنموا الصحة لتنالوا العافية واغتنموا أوقاتكم لتنالوا الرحمة إن قدّر الله ابتلاءكم وأعني في ذلك ما دمت يا صاحٍ بخير، ثمّن وقتك بالذكر ليذكرك الله في الشدة وما أدراك ما الشدة وما الابتلاء وما الفقد وما البغتة التي تأتي دون سابق إنذار فتأخذك إلى (إليه راجعون) أو أن تحبسك حبسًا لا حول لك فيه ولا قوة، العافية والعافية ثم العافية لا تبخلوا على أنفسكم في الدعاء بأن تسألوا الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، لا تغفلوا عن خبيئة مع الله تكون لكم مهونًا وربما منجيًا من أمرٍ خطه الله في لوحك فتنجيك خبيئتك. ليس لك للعافية إلا الله فليس هناك مخلوقًا يستطيع أن يمدك بالعافية ويرزقك العافية إلا الله.

يا الله لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واصرف عنا شر كل ذي شرٍ لا نطيق شره وجمّلنا بالعافية أبد ما أبقيتنا وارضنا بما قسمت لنا يا رب العالمين .

مقالات مرتبطة

1 من 14