الأخبار المحلية

مظاهر الفرح بعيد الفطر في صور .. عادات وتقاليد مازالت متأصلة لدى الأهالي

صلاة العيد وصلة الأرحام والفنون الشعبية أبرز المظاهر والعرسية والحلوى أبرز زينة المائدة
العيد فرصة لإعادة واستذكار واستحضار الصغير قبل الكبير العادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة
تحقيق ـ عبدالله بن محمد باعلوي:
تشكل مناسبة عيد الفطر المبارك بولاية بصور مع غيرها من محافظات وولايات السلطنة فرصة لإعادة واستذكار واستحضار الصغير قبل الكبير العادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة والواجبات الضرورية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف وترتسم الفرحة على الجميع وهم يستقبلون أول أيام العيد حيث فرضت العادات والتقاليد الأصيلة بين الأسرة والعائلة والجيران على التراحم والمودة والصفاء من خلال الزيارات بين الأهل والأقارب بعد أن يتم من أداء صلاة العيد في الجوامع والمصليات المنتشرة في الولاية وإحياء أيام العيد السعيد بجملة من العادات العريقة والطقوس المتأصلة التي يغمرها التراث والفلكلور العماني الأصيل والفرحة مرتسمة على وجوه الصغير والكبير وللتعرف عن كثب حول عادات وتقاليد ولاية صور كان لنا هذا الاستطلاع للتعرف على مظاهر العيد المبارك فكان لقاؤنا مع عدد من المواطنين من مختلف قرى ومناطق الولاية:
فيقول خميس بن مبارك بن محمد النعيمي بأن مظاهر العيد بولاية صور تختلف ما بين القديم والحديث فمظاهر العيد في الولاية قديما وكما عاصرناها لها تميز ويكون قبل حلول شهر رمضان المبارك بدءا من تجهيز المنازل لإستقبال الزائرين وبخاصة المجالس التي تسمى قديما بسبلة العرب حيث نقوم بإستقبال الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء والزائرين من خارج المدينة كما يتم كذلك تجهيز الملابس للرجال والنساء والأطفال لأنها تصنع بأيد محلية نسوية وتحتاج إلى فترات زمنية تقدرها النساء حيث تتماز بالرصانة والدقة حتى تصل إلى الجودة المطلوبة كما يتم تجهز الرجال بالخنجر والمحزم والتفق( البندقية ) والسيف والترس والعصاء فتلك الجوانب يتم الإعداد والاستعداد لها قبل مجيء العيد.
واضاف النعيمي وأما عند دخول الأيام العشر الأواخر من رمضان فيبدأ الناس بتكثيف التواصل للأرحام والجيران والأصدقاء والمحتاجين منهم إلى شيء من المساعدة والأسر الفقيرة وأعانتهم لوجود التكافل الاجتماعي بين الناس بصور وتجهيز المجالس حسب الإمكانيات كما يتم وضع الحناء في أيدي الأطفال الذكور والأناث والرجال كذلك بشكل خفيف والنساء بصورة مركزة وتجهيز الملابس لكل فئة على حدة والحلي ( الصيغة ) التي تلبسها الإناث صغارا وكبارا
وأشار النعيمي وفي ليلة العيد تقوم النساء بعلمية تنظيف واجهة المنازل من الخارج كل من أمام منزلهن ولهذه العادة أهمية كبيرة وملحوظة لدى الزائر والقادم في يوم العيد بشكل ملموس كما يتم إعداد الأطعمة بالإضافة إلى الحلوى العمانية التي لا توصف لذتها في ذلك الحين أما المشايخ فإنهم يستعدون لاستقبال جماعاتهم بعد صلاة العيد لتقديم وجبة العرسي الذي تم تجهيزها من الليل وبعد صلاة العيد يتوجه الناس كل حسب قبيلته إلى مشايخهم بالرزحات التي تتقدمها الطبول بالشلات ( القصائد) التي نسب إلى قائلها من الشعراء المشهورين بالولاية أمثال مسلم ودهمش وسعيد ولد وزير ومحمد جمعة الغيلاني وغيرهم الكثير ثم يتم في الفترة الصباحية زيارات الأهل والأرحام والجيران والأصدقاء وفي الفترة المسائية تقام الفنون الشعبية كالرزحة في ميادينها الخاصة وتمر على الأحياء السكنية على شكل مسيرات منظمة ثم تعود إلى موقعها المخصص لها وتدوم هذه الاحتفالات ثلاثة ايام حافلة ابتهاجا وفرحة بالعيد .
ويقول سعيد بن أحمد بن خميس القلهاتي من نيابة طيوي بأن عيد الفطر المبارك هو مناسبة دينية يحتفل بها جموع المسلمون في كافة أنحاء العالم الإسلامي ونيابة طيوي كمثيلاتها من البلدان في السلطنة يتم بها إستقبال هذه المناسبة من خلال التجهيز الكامل للأسرة بوقت كاف يصل حدها لما قبل دخول الشهر الفضيل وذلك فيما يتعلق بتفصيل الملابس ومن ثم يقدم الناس على شراء الحوائج والمتطلبات الأخرى التي يتحتاج لها الفرد في مثل هذه المناسبات ناهيكم عن تجهيز وشراء المأكولات الأخرى كالحلوى العمانية والفواكه .
واضاف :لقد اعتاد الفرد والمجتمع على حد السواء في نيابة طيوي والقرى التابعة لها على ممارسة العديد من الطقوس والعادات قبل وبعد هذه المناسبة ، فتجد أن قبل حلول عيد الفطر المبارك بخمسة أيام وفي وقت المساء يتم قرع الطبول بما يسمى بفن ( الحشد ) ويستمر الأهالي على ذلك حتى آخر ليلة من الشهر المبارك التي يتم بها إعلان ثبوت رؤية هلال العيد وفي الصباح الباكر يتجهز الجميع للذهاب إلى مصلى العيد رجالا ونساء وأطفالا ، حيث تتخذ النساء ناحية على مقربة من موقع الصلاة للجلوس لكي تستمع إلى خطبة العيد ، وبعد انقضاء الصلاة يقوم الرجال بمصافحة بعضهم البعض وتبادل التهاني فيما بينهم ، ثم يعود الجميع إلى موقع إقامة الفنون الشعبية لأخذ وقتا لممارسة الفنون التقليدية ، بعد ذلك يتجمع الرجال دون النساء في مجلس القرية برهة من الزمن ويتناولون خلال هذه الفترة القهوة العمانية وما تحتويه من شتى صنوف الفواكه والحلويات .. ومن ثم تستمر ممارسة تأدية فرق الفنون الشعبية للأهازيج والرقصات الشعبية خلال فترة الثلاثة الأيام بدء من يوم العيد .
وأوضح سعيد القلهاتي بأن عملية التواصل بين أفراد المجتمع خلال مناسبة العيد تتم ولله الحمد عبر الوصول الشخصي أولا .. كلا لمن هم تربطهم صلة الرحم بعضهم ببعض ليتم تبادل تهاني العيد فيما بينهم ، وتتم عملية التزاور وفق قرب الأمكنة والظروف المتاحة ، أما من هم يقيمون في أماكن بعيدة فقد حلت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ولله الحمد والمنة محل عملية التنقل مختصرين بذلك قطع المسافات الشاسعة فيتم التواصل بين الأسر من خلال الاتصال الهاتفي والرسائل وغير ذلك من السبل المتاحة في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة .
ويقول حمد بن صالح العلوي : بداية تقبل الله منا ومنكم صالحات الأعمال وجعلنا من المقبولين صيامهم وصالحات أعمالكم وها هي النفحات الايمانية لشهر الخير تشرع بالانقضاء والرحيل ليأتي يوم الجائزة والفرحة الكبرى انه يوم عيد الفطر المبارك ببشائر الخير والمحبة والعطاء فالاستعداد له الاستعداد الأمثل من الحضور مبكرا للمسجد لتزكو النفس وتعطير اللسان بالتكبير والتحميد والتمجيد لله وحده ومن ثم الصلاة مع الامام جماعة والاستماع للخطبة الجامعة ومن ثم اللقاء مع الأصحاب والجيران والأهل على مائدة واحدة وتناول ” العرسية ” الطعام المفضل في يوم العيد وبعد أداء صلاة العيد وهي عادة قديمة تشتهر بها ولاية صور وما جاورها من القرى التابعة لها كمنطقة نسمة وسكيكرة وغيرها من القرى بعدها الانطلاق إلى بيوت الحي بصحبة الأطفال حتى يتعلم ويعي مظاهر الفرحة ولتبادل التهاني والتبريكات في هذا اليوم المبارك
وتابع العلوي حديثه :وما ينبغي عمله في هذا اليوم اصطحاب الأطفال لترسيخ معاني الحب والإخاء والمودة والسلام لتبادل التهاني والتبريكات مع الأهل والأرحام والجيران حتى يتعلم الناشئة مدى الحب والمودة وصفاء القلوب والأفئدة بين الأهل والأرحام والجيران وتعميق أواصر صلة الرحم والحث على التزاور والتهنئة في بركات عيد الفطر المبارك .
ويقول خالد بن مهنا الإسماعيلي بأن عيد الفطر المبارك هي مناسبة يفرح لها الصغير قبل الكبير ويستعد لها كل منزل استعدادا مبكرا بعد انقضاء شهر الرحمة والطاعات والمغفرة فيقوم كل بيت أو اسرة في شراء احتياجات الاسرة والجميل بهذه المناسبة انه عند سماع بثبوت رؤية هلال شوال يتبادلون التواصل مع الأهل والأقارب والجيران والاصدقاء مباشرة بإستخدام شبكات التواصل الحديثة والتواصل المباشرة بتقديم التهاني والتبريكات حتى صباح يوم العيد وهذا يجدد صلة الرحم والاقارب وبين الاصدقاء مضيفا وفي صبيحة العيد يتم الذهاب مبكرا الى مصلى العيد او المسجد لإداء صلاة العيد بصحبة الأطفال متوشحين الخنجر العمانية والمصرة الصورية وبعد الصلاة يتم تبادل المصلين التهاني والتبريكات وبعد ذلك تقام الفنون الشعبية العمانية كالرزحة في بعض المناطق والنيابات كطيوي ورأس الحد ووادي بني جابر والمنقال أما في المدينة فتقام الرزحة بعد صلاة العصر الى المغرب وفي هذه المناسبة عادة ما تضع الأسر برنامجاً خاصاً بها طوال أيام عطلة العيد للتنزه في أماكن الترفيه والتسلية كالمتنزهات والمواقع السياحية براس الحد وطيوي والمواقع السياحية في عمان وغيرها، لإضفاء جو من البهجة والمتعة على هذه الأيام السعيدة.
ويقول سعود بن محمد الغيلاني بأن إستقبال العيد يتم عن طريق عدة إستعدادات منها شخصية ومنها خاصة بالمنزل ومنها خاصة لعادات العيد نفسة تتمثل في تجهيز الملابس الخاصة بالرجال والأطفال والنساء والبنات وغيرها من التجهيزات الخاصة لهذه المناسبة إضافة إلى التجهيزات الخاصة بالمنزل من شراء مستلزمات العيد من الحلويات والحلوى العمانية والفواكه وتجهيز الولائم أيام العيد وخاصة في منازل الأسرة والبيوت الكبيرة لإستقبال الزوار من أفراد الأسرة والأقارب والجيران وكافة أفراد القبيلة
مضيفا بأن طقوس العيد في ولاية صور كان في السابق تمتد لعدة أيام تقام خلالها الفنون الشعبية من فترة العصر بجانب بيت الشيخ والأطفال يذهبون لأخذ العيدية إضافة إلى زيارات لكافة الأهل والأقارب والأصدقاء وفي المساء تقام الاحتفالات في الميادين العامة التي يشترك فيها الجميع كما أن النساء لهن احتفالات خاصة شعبية في الفترة المسائية أما الأسر الخاصة فلها طقوس خاصة بها تتمثل في زيارات أفراد الأسرة في الأماكن البعيدة كما يتميز العيد في الماضي تجمع أفراد الأسرة جميعا كبارا وصغارا في بيت الوالد الكبير لتناول وجبة العرسية واندثرت أغلب العادات والطقوس التي تمارس لكننا بولاية صور الحمد لله لم يؤثر التطور على عادات العيد بشكل رئيسي فالتواصل مستمر بالزيارات طوال ايام العيد .
وتقول زينب بنت مسلم المغيرفية رئيسة جمعية المرأة العمانية بصور بأن شهر رمضان شهر الخير والعبادة وصلة الأرحام طوال الشهر ما تنقطع وعيد الفطر مناسبة يستعد لها الصغير والكبير ويختلف الإستعدادات من منزل إلى آخر حيث نستقبل العيد بالتجهيز من ملابس العيد والضيافة بمختلف أنواع الاكلات الصورية وصرف العيدية حيث بعد ما يتم ثبات رؤية هلال شوال يتم إطلاق مدفع العيد إعلان بإنقضاء شهر الخير فيبدأ أول أيام العيد بصلاة العيد والسلام وزيارة الأقارب والجيران وتهنئتهم بالعيد وتوزيع العيدية على الأطفال كما تنظم بعض الجهات الفنون الشعبية خلال أيام العيد وحفلات العيد للأطفال وعلى مستوى الأسرة صباح يوم العيد يقدم مع الضيافة وجبة العرسية ويتجمع الأهل والأسرة في بيت الوالد طول الله عمره ويتم تبادل توزيع عيدية لأطفال العائلة.
وحول أهمية التواصل بين الأسر ومدى تمسك الفرد بصلة الرحم في ظل التطور السريع ووجود شبكات التواصل المختلفة قالت المغيرفية بأن أجواء العيد لها طعم غير ومع زيارة الأقارب وصلة الأرحام تحلى والتواصل مع الأهل والأصدقاء أو حتى الاتصال هاتفيا اذا كانت المسافات بعيده.
وقالت سالمة بنت نصيب الفارسية تعتبر الأعياد من المناسبات الأساسية لإقامة الاحتفالات والعادات المرتبطة بالموروث الشعبي.. وولاية صور حالها كحال باقي ولايات السلطنة تتميز بالتقاليد الشعبية المعروفة في كافة الولايات . .وعادة ما يبدا التجهيز للعيد قبل أيام وربما لشهر خاصة فيما يتعلق ببعض المستلزمات التي تستغرق وقتا أطول لإعدادها. .فعلى سبيل المثال الملابس التقليدية للبنات والأطفال ربما يتم الأعداد لها قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من العيد كون الملابس يستخدم فيها خيوط معينة مثل الزري والبريسم وهو يتطلب اختيار دقيق يضمن جودة الملبوس عند إتمامه. .كما أن تطريز هذه الملابس لا يكون إلا بالخياطة اليدوية وتتطلب القطعة الواحدة ما يقارب الشهر لخياطتها. مثل الدشداشة والثوب الصوري للمرأة وشادر البريسم والذي ينسج يدويا على النول وباستخدام خيوط حريرية خاصة بهذه القطعة. .كما أن ملابس الرجال والأولاد الصورية أيضا تتطلب وقتا وجهدا واختيارات دقيقة للقماش والخيوط .
واضافت ويواكب ملابس العيد الكثير من الأزياء والعطور ومكملات الزينة والذي تقوم ربة المنزل بتجهيزه والتأكد من جاهزيته مثل المصوغات الذهبية والفضية المكملة للزينة مثل الشمروخ والمرية والحيول وغيرها بالنسبة للنساء والحزام أو الخنجر والمصر والشال لرجال العائلة والحناء والعطور والبخور ليوم العيد. وفي يوم العيد تختلف ولاية صور في عيد الفطر عن باقي الولايات بأن المائدة الصورية يختفي منها اللحوم ما عدا العرسية في أول يوم ولكن تتميز بأنواع الحلويات المختلفة أهمها الحلوى الصورية والخبيصة والمبثوث وخبز المرضف وغيرها من الاكلات الخفيفة التي تميز عيد الفطر. .كما تكثر زيارة الأقارب والأرحام بعد صلاة العيد مباشرة وخلال ايام العيد. كما يتنقل الصغار بين منازل اقاربهم فرحين بالعيدية من مبالغ نقدية وحلويات وتمارس الكثير من الأهازيج خلال أيام العيد في فترة المساء مثل الرزحة والعازي والميدان وغيرها من الاهازيج الشعبية. وقديما كانت توجد بعض التقاليد التي اختفت مع التحضر مثل المريحانة حيث تنصب مريحانة أمام كل منزل لبنات الأسرة وكان يصاحب استعمال المريحانة بعض الأهازيج والأغاني الخاصة بالمريحانة .
وتقول مريم بنت هلال المخينية يستقبل أهالي مدينة صور عيد الفطر المبارك كسائر مدن وقرى السلطنة بكل فرح وسعادة شاكرين الله سبحانه وتعالى على نعمة قيام وصيام شهر رمضان حيث يعم الفرح جميع سكان المدينة من أصغرهم إلى أكبرهم سنا فيتجه أهالي صور لأداء صلاة العيد المبارك بأجمل ملابسهم تحيط بهم روائح العود والدخون مهللين ومكبرين لله على نعمه وفضائله ثم يتجه الناس بعد الصلاة إلى تقديم التهاني والتبريكات لأرحامهم وجيرانهم ومعارفهم وليتذوقوا أصناف المأكولات الشعبية والحديثة التي تقدم كضيافة ومن العادات التي تميز مدينة صور هي الاهازيج والفنون الشعبية التي تشهد على تاريخ المدينة العريق حيث يتجمع الأهالي عند بيوت المشايخ وفي الساحات المخصصة لذلك لتقديم تلك الفنون فرحة بالعيد كما يتجمع الشباب للخروج في رحلات سياحية داخلية للاستمتاع بإجازة العيد.

مقالات مرتبطة

1 من 441