الشاعر عبدالله بن محمد العريمي

مشاهد | عبدالله العريمي

مشـــاهد

1
أُطلُّ على عربــاتِ الثراءِ
تدوسُ الفقيراتِ
في شارع الفرح المستمر
وتُورثُ بحتها للصغارْ

2 أُطلُّ على شاعرٍ
هاربٍ
باحثٍ عن حقيقتهِ
يا غريبُ: هناك الغريبُ
يُعلِّقُ ضحكته في المدارْ

3
أُطلُّ على وردةٍ
وهي تخلعُ معطفها الأنثوي
وتمنح أشكالها للطبيعةِ
تهربُ من كلِّ عيدٍ
لئلا تقيم مع الموتِ صُلحاً
وتبحثُ عن وجهةٍ للقرارْ

4
أُطلُّ على صور
وهي تُصحح للأركلوجيا
كلام القبائل في معبدٍ، منهكٍ
من رحيل النجوم مع الحاضر العبثي الجديد

5
أُطلُّ على البشر الطيبين
وهم
يذبحونَ
قرابين فرحتهم بالأمل

6
مساجد
رهبان لا يؤمنون سوى بالذي
يمنحُ القمحَ عصفورةً جائعةْ
وأديرةً للدخول إلى النفسِ
قبل الخروج إلى الموتِ ، واللحظة القاطعةْ

7
أُطلُّ على الأجنبياتِ من كلِّ جنسٍ ولون
وهنَّ يمارسن أشغالهن
ويغسلن أثداءهن بما قد تبقى من الضوء
قبل الغروب

8
أُطلُّ على طفلةٍ من حوار السماء مع الليلِ
تنذرُ ضحكتها للبذارْ
تنامُ فتلتحف الوحي والقافية
فما حاجتي للقصيدةِ
عند انكسار النهار

9
أُطلُّ على وجه أميَ مغتسلاً بالصلاة
تُقيمُ حواراً يطولُ مع الله
حتى تُحوّمَ حولي ملائكةٌ في السفرْ
وألاّ تُدوخني لسعةُ المرأةِ الخادعةْ

10
أُطلُ على عربٍ يشنقون أبا الطيب المتنبي
على جسد امرأة من غبار
يبولون فوق أعالي اللغة
ويصطنعون مقاعد فاضيةً للهزيمةِ
يبتلعون حبوباً مُصادِرَةً للحلم
يبيعون ( ذي قارَ ) في جِلسةٍ للطرب
ويحترفون الفرار

11
أُطلُّ على ذاتي المُرهقةْ
من أثر المرأة السابقةْ
وما خلّفته من الحلم والمعجزاتْ
أُطلُّ بعيدا هناك
فتنسابُ كالعطر ما بين عيني وعيني
وتنسحقُ الآن كالصاعقةْ
12

أُطلُّ على كلِّ شئ
وما من أحدْ
يُرممُ ما قد تكسّرَ من جوز أياميَ الماضيةْ
وما من بلدْ
أحبك فيها
وأطفئُ عمريَ في المرة الثانيةْ

مقالات مرتبطة