عاد المارد العرباوي من الباب الكبير… وعاد معه تاريخ جديد يضاف لسجلات الذهب العرباوية… فالعروبة هو بطل كأس جلالته لكرة القدم بعد معاناة الموسم الماضي… ولأنه فريق كبير فإنه اراد عودته عبر بوابة فريق (كبير) هو زعيم الكأس الغالية (فنجاء)… فبعد مباراة ماراثونية شهدتها ساحة ملعب استاد الشرطة مساء أمس… تمكن العروبة من تخطي عقبة الفارس الفنجاوي عبر ركلات الترجيح (5/3) في نهائي (التاريخ)… بعد أن انتهى الوقت الاصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1/1)… وتعد هذه البطولة هي الأولى التي يحرزها العروبة من ارضية استاد الشرطة بعد ثلاث مغامرات في أعوام 1975م أمام فنجاء وعام 1990م أمام ظفار وعام 2000م أمام النصر لم يكتب لها النجاح بعد أن كانت الخسارة هي عنوانها الرئيسي… لتشق آلاف السيارات شوارع مسقط متجهة صوب صور العفية في احتفالات صاخبة من ألف ليلة وليلة لم تعشها (صور) منذ سنوات سابقة كان آخرها معانقة الأزرق الصوراوي للقب الغالي قبل ثلاثة مواسم من الآن.
تحفظ وهدوء
في الدقيقة الاولى من اللقاء التاريخي يحصل فنجاء على ركلتين ركنيتين سريعتين بعد أن بدأها مهاجما من البداية، إلا أن كلتاهما تأتيان على غير المراد من أمين الماجري الذي تكفل بهما كالعادة، بعد أن أبعد عبدالسلام عامر الأولى إلى خارج الملعب فيما جاءت الثانية بيد محمد هويدي من أعلى نقطة، فيما شكلت انطلاقة جمعة درويش وراشد جمعة من الطرف الأيمن للعروبة ردة فعل على نوايا الفنجاوية التي جاءت بمثابة الشرارة التي أطلقها فهد العريمي تحسبا لأي طارئ قد يعطي العروبة أفضلية في اللقاء، إلا أن كلتا اللعبتين ذهبتا إلى خارج حدود الخطر بعد أن توجهتا إلى خارج حدود الملعب بدون هوادة.
هدوء يسود أرجاء الملعب قد يطلق عليه (التحفظ) لكنه لم يدم طويلا، لتأتي تمريرة محمد كتكوت النموذجية بين مدافعي الفريق الفنجاوي لينفرد على اثرها عبدالله ثويني الذي انسل من بين المدافعين ويواجه سليمان خميس ويلعب كرته بدقة متناهية لكن خبرة المزروعي كانت كفيلة بإحباط المحاولة باقتدار منقذا مرماه من هدف محقق في الدقيقة السابعة كاد يعصف بكافة احتمالات فهد العريمي وعبدالعزيز الريامي مدربي فنجاء، العروبة يقبض على زمام المباراة وخاصة في منطقة الوسط الذي قاده محمد كتكوت باقتدار كبير من خلال تمرير الكرة السهلة لزملائه في كافة أرجاء الملعب، فيما غاب فنجاء تماما عن اجواء اللقاء دون أدنى سبب واضح سوى أنه تراجع غير مبرر ترك الاشارة خضراء للاخضر العرباوي في فرض أسلوب لعبه بالشكل الذي يريده ويبتغيه.
تغيير إجباري
إصابة جمعة المقبالي مدافع فنجاء تجبر العريمي في إجراء أول تغيير اضطراري له في اللقاء، حيث دخل عبدالله القصابي بديلا له في الدقيقة (13) وهي محاولة لترميم خط الدفاع في نفس التوقيت، ومعها نشاهد أول محاولة هجومية لفنجاء بعد طول انتظار بعد أن مرر أمين الماجري كرة بينية بين مدافعي العروبة لكنها تطول من امام اورسون لتذهب لأحضان محمد هويدي في الدقيقة (15).
العروبة يعود من جديد للواجهة، ويبدأ في ممارسة هواية اللعب السهل عن طريق سيدا ومحمد كتكوت في وسط الملعب ومنهما إلى جمعة درويش تارة وثويني وعبدالكافي تارة أخرى، لتأتيه الدقيقة (20) بركلة ركنية يلعبها راشد الفارسي لكن مبارك مشعل يبعدها ليسقط مصابا اثر هذه اللعب يخضع للعلاج يعود سريعا مع غياب تام لشكل الفريق الفنجاوي الذي اكتفى بالفرجة على الكرة التي يتناقلها العرباوية بأريحية في مختلف ارجاء الملعب.
ينشط فنجاء قليلا ويحاول مجاراة العروبة في تقديم اللعب السهل على أقل تقدير، فيبدأ في تناقل الكرة بين اقدام الماجري وحمد حمدان وعبدالله بروندي في وسط الملعب لكنها على استحياء، إلا أن رأسية احمد عبدالكافي في الدقيقة (27) كادت تعطي العروبة التقدم بعد ان لعب جمعة درويش كرة عرضية بالمقاس يتطاول لها البارع الليبي من أعلى نقطة لكنها تمسح العارضة مسحة لطيفة على قلوب الفنجاويين وتذهب إلى خارج القوائم الثلاثة كهدف ثاني يضيع على العروبة في توقيت جيد جدا لعمر مزيان المدرب التونسي الذي يشاهد فريقه ينفذ بدقة متناهية كل ما اراده من نجوم المارد حتى الدقيقة (32) تحديدا والذي مرر من خلالها محمد كتكوت كرة على طريقته الخاصة ساقطة بداخل منطقة الجزاء الفنجاوية لكنها تطول على عبدالله ثويني وراشد الفارسي للاتكالية فقط.
هويدي يبدو مرتاحا في مرماه دون تهديد مباشر أو مخيف على شباكه التي تداعبها نسمات الوطية المسائية، ومعها يزيد الدافع العرباوي في بقاء سيطرته بهذا الشكل لأطول فترة ممكنة، نظرا للتراجع الذي استمر عليه الفنجاوية، فيما يحتسب الحراصي ركلة ثابتة نظرا للخطأ المرتكب ضد عادل خليفة من قبل عبدالسلام عامر يلعبها امين الماجري لكنها سهلة جدا في يد هويدي الذي استلمها دون مضايقة تذكر من الخطوط الامامية لفنجاء، تعود بعدها المباراة إلى نفس الرتم بسيطرة عرباوية وتراجع فنجاوي.
هدف فنجاوى
ونظرا لحنكة الخبراء في التعامل مع مثل هذه الاحداث، فقد كشف عادل خليفة عن معدنه الاصلي باقتدار بعد أن تطاول
نبارك للمارد الاخضر الفوز بكأس الاربعين ومن تتويج الى اخر
تمنياتنا للجميع بدوام التوفيق
الغيلاني