من يرد عفواً كريماً فليصم

من يرد عفواً كريماً فليصم شهراً عظيماً وليدعو رباً أكرم وهبنا زائراً جميل المحيا ، خفيف الطلة، نعم الضيف هو ونعم التوبة فيه من مثاقيل أحمال عام أهلكت كواهلنا بالذنوب فنرميها بدمعة ندم حيث لا ينفع يومئذ مال ولا بنون.

¤¤

القلب في الدنيا يغفل ويسهو ولكن يرجع لآخرته باستغفار كثير يزيل ما دنس النفس من سواد ويؤجج ما حوله من ظلام فتنقفل منه أبواب البعد عن الله وتطرق أجراس الطهر وتشرق نوافذ النقاء من ذنوب فيزهر القلب من بساتين الذكر بشذى التقى الدائم وتدفن أشواك السوداء .

يا رب ارحم العبد المسيء المفرط في المعاصي من رب رحيم يفتح أبواب عفوه وغفرانه بتذرخ الجباه لذة السجود إلي وجهه الكريم

ويا حسرة من عبد لم تردعه ذنوبه بالتماس رجع حميد لرب عزيز يحظى منه عفواً وصفحاً وغفراناً بعد لحظات غفل عاشها وضيع أيام عمره ولم يحن إلى اغتنام شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران الشهر الذي نغرس فيه بذور الذكر ونسقيه بماء القرآن ليثمر الغرس بأطيب الأثمار وعسى نبلغ الأماني من جني محصولها.



في جوف الليالي تنادي الجوارح إلهي:( أنا العبد الذليل أرجو منك عفواً ورحمه فلا تكلني إلى نفسي أو إلى أحد غيرك وأغفر ذنبي من يغفر لي سواك أن لم تغفر لي).



وآأسفاه ويا أحر جمرة عيناه ع المقصرين والمجتهدين والمكبين على السهر في أيام عذبة كعذوبة ماء الندى عندما يروي الظمأ ألم يئن لهم ترك المعاصي والإقلاع عن المحرمات وتصحيح العيوب في الشهر الفضيل .



(ما تبقى هو دعاء)

عبدك الضعيف قد إنطرح بين يديك يا رب عبداً أتاك وقد أساء وهفي وقد استجار بعفوك ورحمتك فأعفو يا رب عني ونجني من البلاء.

أدعوك ربي حزيناً راجياً فرجاً ورحمةً لعبدٍ أناب إليك وأنت الرحيم فجود بالمغفرة واعطف عليه بفضلك وكرمك إذا كان عفوك وجودك على العاص بالنعم فكيف على المتقرب إليك ! ونجني من النار وأدخلني الجنة واجعلني من المقبولين وأجرنا من كل وزر ثقيل إنك تقبل العمل القليل واحشرنا مع الصالحين.

¤¤

أجدوا يرحمكم الله فقد قرب هذا الشهر على الرحيل واجتهدوا في قلائل الأيام قفوا أمام الإله في انتصاف الليل بقلب خاشع متضرع ذليلاً منفطراً للواحد الأحد المعز والعزة لله والكمال لله القابض على كل شيء وقد غاب عن أذهان الكثيرين أن الكريم الذي على كثر عطاياه لا يبخل سبحانه وتعالى الذي تفضل على المحرومين من بابه يا أيها العاصي تعال إلى باب ربك وأقبل إلى الله ولا تلتفت إلى أحد سواه ويا رب تجاوز على من فاته ويا رب اعتمادي عليك ويا ساتر الخفايا أعفو عني ويا مُقم عثرتي ويا مدبر الزمن لا تعاقبني قد عاقبني من في روحي بالندم ولا تؤاخذني في التفريط ووسع نصيبي من عطاياك فما زلت تعطي، أغث عبداً يرجوك في ظلمة الليل أفعاله وأقواله كلها لك متوجهاً في سجوده وركوعه لك يتفكر ويندم على ما فاته وسكب العبرات وتجري الدموع في الليل إلى بلوغ النهار ولسانه رطب بالدعاء يا كاشف الهم والغم والحزن يا حي يا قيوم على بابك يا رب أنختُ وانكسر القلب لك والرجاء إليك في هذه الأيام طوبي لمن أدرك ليلة القدر خير من ألف شهر فيها القران ينزل ويغفر لمن أخطى وفيها فتحت أبواب السماء يعطى بها مدداً وينزل الروح فيها والملائكة من عند المهيمن لم تحصى لهم عددا واستغيثوه عند وقفكم على باب الله ومنكم من قد قضى عمره مشغولا بجمع ماله مجد في تحصيل ذاته أيام مشغول بشهواته أين الباكي على التقصير في هذه الليلة أقبلوا إليه وانكسروا إليه مدوا أنامل الرجاء إليه واحذروا عقابه وانتبهوا إليه في هذه الأيام هلموا إليه ويا فوز عبدٍ أنير قلبه في هذه الليلة وفاز بالغفران ونال ما يريد من ربه وطلب من الله أن يوفقه بخير الدارين والفردوس الأعلى وسحر الجنات عداً تكن من سعداء الجنات وبكيت ونحبت في الليل إلى الغداء يا عباد الله أرجعوا إلى الله متى يغفر لي ومن يشفي هذا القلب ويا رب من خلق العباد زاد الشوق للفردوس الأعلى لله المتعالي بعزته المتنزه بكماله الغني الملك رافع السبع الشداد وواضع الأرض للمهاد الكريم الذي تقبل إليه تلقى خزائنه ملأه وبصرة قد أحاط كل شيء سبحانه يسمع أنين كل شيء يعلم سر القلب وما خفي وأعطي من كرمه وشكره وكلما شكرته زاد من عطاياه وقد اقترب الرحيل شهر فضيل بم ودعتم هذا الشهر بالفوز بالجنات على من خدم في هذا الشهر والمنكسر المسكين ويحه من فاته الزرع فيه ومن يحصد الهم والندم وطوبي لمن كان تقيا في هذا الشهر وبحبل الله أعتصم شهر الصيام والقيام كان شاهداً عليكم وبالأعمال ودعتموه ومن كان منكم أعظم عمل في ساعات مناجاة ومصافاة واجتهاد وفلاح في طلب الأجر ولم ينفع المال والبنون إلا العمل الصالح ولازموا تلاوة الكتاب هو خير صديق ولم يبقي إلا القليل من الأيام وينتهي الشهر الفضيل وفرصة للمغفرة وسكب العبرات والتوبة لله الواحد الأحد وكيف تكون ودعت رمضان وأنت غافل عن ربك أظهر مودة تهدي بها قلوباً وتنير بها مطلوباً إن الله رؤوف رحيم ويا رب أحشرنا مع الصالحين وأغفر لنا برحمتك يا أرحم الراحمين يا الله يا حي يا قيوم أجعلنا من عبادك المقبولين وفرج عن المكروبين ووسع رحمتك على المسلمين نسألك أن تجعلنا من عتقائك من النيران والتخفيف من العذاب يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك من النعمة تمامها ، ومن العصمة دوامها ، ومن الرحمة شمولها، ومن العافية حصولها، ومن العيش أرغده، ومن العمر أسعده، ومن الإحسان أتمه، ومن الإنعام أعمه، ومن الفضل أعذبه ، ومن اللطف أقربه، اللهم كن لنا ولا تكن علينا، اللهم أختم بالسعادة آجالنا ، وحقق بالزيادة آمالنا ، وأقرن بالعافية غدونا وآصالنا ، وأجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا ، وأصبب عفوك على ذنوبنا ، ومن علينا بإصلاح عيوبنا ، وأجعل التقوى زادنا ، وفي دينك اجتهادنا ، وعليك توكلنا واعتمادنا . اللهم ثبتنا على نهج الاستقامة ، وأعذنا في الدنيا من موجبات الندامة يوم القيامة ، وخفف عنا ثقل الأوزار ، وارزقنا عيشة الأبرار ، وأكفنا وأصرف عنا شر الأشرار ، وأعتق رقابنا ورقاب أبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا من النار ، برحمتك يا عزيز يا غفار ، يا كريم يا ستار ، يا عليم يا جبار ، يا الله يا الله يا الله برحمتك يا أرحم الراحمين ، وأول الأولين ، وأخر الآخرين ، وياذا القوة المتين ، يا راحم المساكين ، ويا أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .(وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ).
 
أعلى