[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم اخواني وأخواتي سوف أقوم بأخذكم معي في رحلة بعيدة كل البعد عن ولايتي العزيزة صور ... رحلة إلى مناطق تبعد عن العفيّة بحوالي 1200 كم ... إلى ولاية سمعنا عنها ومناطق يقصدها الجميع في شهر 11 و 12 لموسم (( الصفيلح )) ...
في صباح يوم الخميس الموافق 15 / 4 / 2004 قمت أنا وأصحابي من صور بترتيب العدد اللازمة لهذه الرحلة التي تبعد عن ولاية صلالة بمسافة 200 كم ... وبعد تجهيزنا للمستلزمات ذهبنا إلى الجهة المقصودة ... خطتنا كانت بأن نمر بولاية سدح أولاً ونقضي فيها وقت الظهيرة إلى العصر ومن ثم نذهب إلى (( حدبين )) وبعدها إلى (( حاسك )) قريتين تابعتين لولاية سدح ...
سلكنا الطريق المؤدي إلى سدح ومررنا بولاية طاقة وقبل ولاية مرباط انعطفنا يميناً في طريق سدح ... الطريق جديد ومعبد قريباً وبه بعض المنعطفات القوية والتحويلات المفاجئة ... ونحن في الطريق رأينا مقابر قديمة غريبة الشكل ومن خلال رؤيتنا لها توقعنا بأنها من قبل الإسلام لأنها لا تتجه للقبلة وتابعنا طريقنا وسط جبال سمحان حتى وصلنا ولاية سدح ...
ولاية سدح في أول دخولنا إليها تصوّرنا بأنها مدينة من صور ... ذلك الساحل الصغير والقوارب الصغيرة منتشرة على رماله والأطفال الصغار يسبحون ويصطادون ... قمنا بالدخول بين المنازل تفاجأنا بأنها مكونة من 65 منزلاً فقط ... تقرّب منّا بعض الأشخاص من دافع الفضول لكي يعرفوا من نحن ومن أين ... قلنا لهم بكل فخر بأننا من ولاية صور ... رأينا تلك الإبتسامة العريضة ترتسم على وجوههم والترحيب بنا الغير عادي ... هم يتحدثون باللهجة الجبّالية ولكن حينما يتحدثون بالعربية وكأنهم من العفيّة حيث يتحدثون باللهجة القريبة جداً من الصورية وبالمصطلحات الصورية القديمة ... وأخبرونا بوجود عائلات من صور تسكن هناك ... وأخبرونا بأن هناك 6 منازل أهلها من قبيلة العريمي (( 3 أولاد عيد و3 أولاد العبد )) ... وهناك 3 منازل من قبيلة الغيلاني ولم يعرفوا من أي عائلة من الغيالين ... حاولا امساكنا وعزيمتنا ولكننا قلنا لهم بأننا مرتحلين ولا نريد الإرتباط ... بعد ذلك جلسنا على الساحل الجميل نصطاد والناس حولنا فرحين بنا لأننا من صور ويتحدثون معنا إلى أن أذّن العصر وذهبنا للصلاة وبعدها قمنا بتوديعهم وتوجهّنا إلى قرية حدبين ...
كان الطريق موحشاً وصعباً بعضه معبّد وبعضه مازال قيد الإنشاء ... أكملنا طريقنا وسط الجبال إلى ومررنا على قرى صغيرة حتى وصلنا إلى حدبين ... حدبين صغيرة وتكاد تحسب عدد منازلها من مشارفها تقريباً تصل إلى 20 منزلاً ...
دخلنا إلى حدبين وكانت وجهتنا إلى منزل شخص من صور وهو عريمي من عيال العبد ... سكنوا أجداده المنطقة من فترة طويلة ... استقبلنا وأراد عزيمتنا ورفضنا وقلنا له نريد أن نرى الساحل ومكان اصطياد (( الصفيلح )) ... ساحلهم كبير وواسع وجميل ومكان اصطياد الصفيلح مكان بسيط وتعجبنا منه ... كيف بمثل هذا المكان أن يكون هكذا ويقصده الآلاف في وقت حصاد الصفيلح ... لا توجد به خدمات ولا تسهيلات أبداً ...
بعدها سلكنا الطريق المؤدي إلى حاسك وأردنا المتابعة ولكن ذهلنا بسحر الطريق المؤدي إلى حاسك وتلك السواحل الجميلة بجانبه والجبال من الجهة الأخرى ... قلنا سنخيّم في هذا المكان ونزلنا إلى الساحل وقمنا بممارسة الصيد وسط ذلك المكان الموحش ... وفجأة سمعنا ذلك الصوت الذي أرعبنا ... صوت الضباع وكأنها تقترب منّا ... وبالفعل اكتشفنا بأن المكان الذي نزلنا فيه يعجّ بالضباع وتكثر فيه ... وما أفزعنا بأننا لا نحمل سلاحاً يحمينا منها سوى التوكل على الله ... قمنا وبسرعة بتجميع حاجياتنا وتركنا المكان وفي طريق عودتنا إلى حدبين كنّا نرى الضباع وهي تعبر الطريق وأيضاً الذئاب ... وصلنا حدبين ونزلنا على الساحل المجاور لها وقضينا ليلتنا هناك نتحدث مع أشخاص من حدبين ... كانوا يخبروننا بما يخبروهم به آباؤهم عن أهل صور وبأنهم كانوا ربابنة وكيف كان وصولهم يفزع أهل المناطق الساحلية ... حتى أخبرونا بأن الهواء الذي نسميه نحن في صور بالصوري هم كذلك يسمّونه بنفس الإسم (( الصوري )) ... ولهجتهم العربية كانت بنفس اللهجة الصورية ...
بتنا الليل وفي الصباح توجّهنا إلى حاسك ... وسلكنا ذلك الطريق الجذّاب والرائع طريق لا تريده أن ينتهي ... إلى أن وصلنا حاسك تفاجأنا بأن حاسك أكبر من حدبين بكثير وأكبر من ولاية سدح كذلك ... قرية كبيرة بها ما يقارب 80 منزلاً ... 12 بيت من قبيلة المهرة والبقية (( أهل البشرة السمراء )) ... دخلنا حاسك لم نجد ما يجذبنا إليها سوى ساحلها الجميل المتلألأ ... وبعدها أكملنا الطريق إلى أن وصلنا نهايته حيث تسده الجبال ولا يستطيع أحد العبور إلى عن طريق البحر ... ولكن في حاسك تفاجأنا بوجود القبور القديمة خارج القرية قبور كثيرة ... وحينما سألنا عن تلك القبور أخبرونا بأنها للعابرين الذين كانوا ينزلون في حاسك منذ القدم ومنها لرجال من صور ...
وبقرب القبور رأينا ما لا يصدقه عقل شيء من عظمة الله وقدرته ... وسط تلك الجبال الجافة والرمال الجافة رأينا تواجد ماءٍ عذب يتساقط من قمم الجبال كزخات المطر جبال عملاقة وبها تشققات يخرج منها ذلك الماء العذب ... وفي تقسيمات الجبال رأينا أشجار النخيل ... منظر يعبر عن عظمة الخالق منظر بديع وجميل ...
بعدها قمنا بالعودة إلى حدبين حتى أنزلنا ذلك الشاب الصوري الذي يسكن هو وأهله في حدبين ... وتابعنا الطريق إلى سدح ومنها إلى صلالة ...
كانت رحلة ممتعة وشيّقة وجميلة استمتعنا بها كثيراً ... ورأينا مدى تأثير أجدادنا على المناطق التي يمرّون بها ... وكيف يأثّرون أهل صور في عادات وتقاليد أهل تلك المناطق ... حيث رأينا ذلك الكرم في هذه المناطق الساحلية ... حيث الترحيب بنا ودعوتنا لزيارتهم في منازلهم ... تأثّروا بأجدادنا الصوريين كثيراً ... حيث لم نلتمس مثل هذا الكرم في صلالة ... واستغربنا وجوده بين أهالي سدح وحدبين وحاسك ...
اللهم اغفر لأجدادنا وآبائنا وارحمهم برحمتك وأدخلهم جنّتك يا رب العالمين
أرجو أن تكونوا استمتعم بهذه الرحلة وأن لا أكون قد أطلت عليهم في روايتها ...
لكم تحياتي[/[/align]]color
اليوم اخواني وأخواتي سوف أقوم بأخذكم معي في رحلة بعيدة كل البعد عن ولايتي العزيزة صور ... رحلة إلى مناطق تبعد عن العفيّة بحوالي 1200 كم ... إلى ولاية سمعنا عنها ومناطق يقصدها الجميع في شهر 11 و 12 لموسم (( الصفيلح )) ...
في صباح يوم الخميس الموافق 15 / 4 / 2004 قمت أنا وأصحابي من صور بترتيب العدد اللازمة لهذه الرحلة التي تبعد عن ولاية صلالة بمسافة 200 كم ... وبعد تجهيزنا للمستلزمات ذهبنا إلى الجهة المقصودة ... خطتنا كانت بأن نمر بولاية سدح أولاً ونقضي فيها وقت الظهيرة إلى العصر ومن ثم نذهب إلى (( حدبين )) وبعدها إلى (( حاسك )) قريتين تابعتين لولاية سدح ...
سلكنا الطريق المؤدي إلى سدح ومررنا بولاية طاقة وقبل ولاية مرباط انعطفنا يميناً في طريق سدح ... الطريق جديد ومعبد قريباً وبه بعض المنعطفات القوية والتحويلات المفاجئة ... ونحن في الطريق رأينا مقابر قديمة غريبة الشكل ومن خلال رؤيتنا لها توقعنا بأنها من قبل الإسلام لأنها لا تتجه للقبلة وتابعنا طريقنا وسط جبال سمحان حتى وصلنا ولاية سدح ...
ولاية سدح في أول دخولنا إليها تصوّرنا بأنها مدينة من صور ... ذلك الساحل الصغير والقوارب الصغيرة منتشرة على رماله والأطفال الصغار يسبحون ويصطادون ... قمنا بالدخول بين المنازل تفاجأنا بأنها مكونة من 65 منزلاً فقط ... تقرّب منّا بعض الأشخاص من دافع الفضول لكي يعرفوا من نحن ومن أين ... قلنا لهم بكل فخر بأننا من ولاية صور ... رأينا تلك الإبتسامة العريضة ترتسم على وجوههم والترحيب بنا الغير عادي ... هم يتحدثون باللهجة الجبّالية ولكن حينما يتحدثون بالعربية وكأنهم من العفيّة حيث يتحدثون باللهجة القريبة جداً من الصورية وبالمصطلحات الصورية القديمة ... وأخبرونا بوجود عائلات من صور تسكن هناك ... وأخبرونا بأن هناك 6 منازل أهلها من قبيلة العريمي (( 3 أولاد عيد و3 أولاد العبد )) ... وهناك 3 منازل من قبيلة الغيلاني ولم يعرفوا من أي عائلة من الغيالين ... حاولا امساكنا وعزيمتنا ولكننا قلنا لهم بأننا مرتحلين ولا نريد الإرتباط ... بعد ذلك جلسنا على الساحل الجميل نصطاد والناس حولنا فرحين بنا لأننا من صور ويتحدثون معنا إلى أن أذّن العصر وذهبنا للصلاة وبعدها قمنا بتوديعهم وتوجهّنا إلى قرية حدبين ...
كان الطريق موحشاً وصعباً بعضه معبّد وبعضه مازال قيد الإنشاء ... أكملنا طريقنا وسط الجبال إلى ومررنا على قرى صغيرة حتى وصلنا إلى حدبين ... حدبين صغيرة وتكاد تحسب عدد منازلها من مشارفها تقريباً تصل إلى 20 منزلاً ...
دخلنا إلى حدبين وكانت وجهتنا إلى منزل شخص من صور وهو عريمي من عيال العبد ... سكنوا أجداده المنطقة من فترة طويلة ... استقبلنا وأراد عزيمتنا ورفضنا وقلنا له نريد أن نرى الساحل ومكان اصطياد (( الصفيلح )) ... ساحلهم كبير وواسع وجميل ومكان اصطياد الصفيلح مكان بسيط وتعجبنا منه ... كيف بمثل هذا المكان أن يكون هكذا ويقصده الآلاف في وقت حصاد الصفيلح ... لا توجد به خدمات ولا تسهيلات أبداً ...
بعدها سلكنا الطريق المؤدي إلى حاسك وأردنا المتابعة ولكن ذهلنا بسحر الطريق المؤدي إلى حاسك وتلك السواحل الجميلة بجانبه والجبال من الجهة الأخرى ... قلنا سنخيّم في هذا المكان ونزلنا إلى الساحل وقمنا بممارسة الصيد وسط ذلك المكان الموحش ... وفجأة سمعنا ذلك الصوت الذي أرعبنا ... صوت الضباع وكأنها تقترب منّا ... وبالفعل اكتشفنا بأن المكان الذي نزلنا فيه يعجّ بالضباع وتكثر فيه ... وما أفزعنا بأننا لا نحمل سلاحاً يحمينا منها سوى التوكل على الله ... قمنا وبسرعة بتجميع حاجياتنا وتركنا المكان وفي طريق عودتنا إلى حدبين كنّا نرى الضباع وهي تعبر الطريق وأيضاً الذئاب ... وصلنا حدبين ونزلنا على الساحل المجاور لها وقضينا ليلتنا هناك نتحدث مع أشخاص من حدبين ... كانوا يخبروننا بما يخبروهم به آباؤهم عن أهل صور وبأنهم كانوا ربابنة وكيف كان وصولهم يفزع أهل المناطق الساحلية ... حتى أخبرونا بأن الهواء الذي نسميه نحن في صور بالصوري هم كذلك يسمّونه بنفس الإسم (( الصوري )) ... ولهجتهم العربية كانت بنفس اللهجة الصورية ...
بتنا الليل وفي الصباح توجّهنا إلى حاسك ... وسلكنا ذلك الطريق الجذّاب والرائع طريق لا تريده أن ينتهي ... إلى أن وصلنا حاسك تفاجأنا بأن حاسك أكبر من حدبين بكثير وأكبر من ولاية سدح كذلك ... قرية كبيرة بها ما يقارب 80 منزلاً ... 12 بيت من قبيلة المهرة والبقية (( أهل البشرة السمراء )) ... دخلنا حاسك لم نجد ما يجذبنا إليها سوى ساحلها الجميل المتلألأ ... وبعدها أكملنا الطريق إلى أن وصلنا نهايته حيث تسده الجبال ولا يستطيع أحد العبور إلى عن طريق البحر ... ولكن في حاسك تفاجأنا بوجود القبور القديمة خارج القرية قبور كثيرة ... وحينما سألنا عن تلك القبور أخبرونا بأنها للعابرين الذين كانوا ينزلون في حاسك منذ القدم ومنها لرجال من صور ...
وبقرب القبور رأينا ما لا يصدقه عقل شيء من عظمة الله وقدرته ... وسط تلك الجبال الجافة والرمال الجافة رأينا تواجد ماءٍ عذب يتساقط من قمم الجبال كزخات المطر جبال عملاقة وبها تشققات يخرج منها ذلك الماء العذب ... وفي تقسيمات الجبال رأينا أشجار النخيل ... منظر يعبر عن عظمة الخالق منظر بديع وجميل ...
بعدها قمنا بالعودة إلى حدبين حتى أنزلنا ذلك الشاب الصوري الذي يسكن هو وأهله في حدبين ... وتابعنا الطريق إلى سدح ومنها إلى صلالة ...
كانت رحلة ممتعة وشيّقة وجميلة استمتعنا بها كثيراً ... ورأينا مدى تأثير أجدادنا على المناطق التي يمرّون بها ... وكيف يأثّرون أهل صور في عادات وتقاليد أهل تلك المناطق ... حيث رأينا ذلك الكرم في هذه المناطق الساحلية ... حيث الترحيب بنا ودعوتنا لزيارتهم في منازلهم ... تأثّروا بأجدادنا الصوريين كثيراً ... حيث لم نلتمس مثل هذا الكرم في صلالة ... واستغربنا وجوده بين أهالي سدح وحدبين وحاسك ...
اللهم اغفر لأجدادنا وآبائنا وارحمهم برحمتك وأدخلهم جنّتك يا رب العالمين
أرجو أن تكونوا استمتعم بهذه الرحلة وأن لا أكون قد أطلت عليهم في روايتها ...
لكم تحياتي[/[/align]]color