لا تحــــزن

:smile:لا تحــــزن





لا تحـــــــزن...



إن وهبتهم عمرك..ووهبتهم سعادتك..ووهبتهم طاقاتك..



ووهبتهم وقتك..ووهبتهم قلبك..وكامل عقلك..



وبعضك وكلك..وافتديتهم غاليك..



ومنحتهم كل الأشياء الجميلة في حياتك..وانكروك..



ورحلوا مخلفينك فريسة لذكرياتهم..







لا تحـــــــزن...





أن مددت يديك إليهم..وانتشلتهم من بحور أحزانهم...



وانتقيت الشوك من على دروبهم..واحتسيت المرار من اجلهم..



وارتضيت فوق همك بلائهم..واستيقضت ليلا ..



لكي تدعو لك ولهم..وتتوسل الله أن يحفظهم..



وتتضرع إلى الله أن يجمع بينك وبينهم...وتسأل الله بتعطش أن يبقيهم..



وفتحت عينك لتجد نفسك في نصف الطريق بدونهم..



فيختفون من حياتك..مخلفين في ظهرك خنجرهم..



تاركيك لليل موحش ..وذئب مسعور ..وإعصار يعصف بك حنين إليهم..





لا تحـــــــزن...





إن اكتشفت بأن الزمان لم يعد زمانك..وأن قلوبهم ما عادت تسعك..



وأنك بعدما أفنيت عمرك..وانتظرتهم وفقدت صبرك..



ورجيت حضورهم بدمعك..تخلو عنك..



وتحت أقدامهم دهسوك..وكالأطلال خلفوك..



وقد انتهوا منك ..واثبتوا بأنك انتهيت.. وانتهت صلاحيتك..







لا تحـــــــزن...





إن لم تتمكن من نسيانهم..مادمت غير قادر على نسيانهم



لكن حاول..وحاول مرارا وتكرارا..



واكذب على نفسك كل يوم..وقل انك الأقدر على النسيان..



وانك ما عدت تشعر باليتم بدونهم..وانك ما عدت تشتاق لهم..



وانك ما عدت تتقصى أخبارهم..





لا تحـــــــزن...





إن فارقوك..وآلم بك الألم والسقم..فأن الم الفراق لا يدوم..



وقد لا يدوم إلا قليلا..أو كثيـــــراً.....



وحاول أن توهم نفسك..بأنك ولدت من جديد..



واستقبل الحياة بثوب جديد..ولون جديد..وابتسامة جديدة..



واخفي داخلك ذلك الممزق المتألم..بكل أنينه على فراقهم..



فأنه سيخفق بهم ودونهم..





لا تحـــــــزن...





أن غابت شمسهم..ورحلت معها أحلامك وأحلامهم..



وأنتظر شروق يوم جديد..بشمس جديدة..وأحلام جديدة



وان طال بك ليلك..ثق ثقة عمياء..بأن لابد للشمس من ظهور..





لا تحـــــــزن...





أن وقفت أمام مرآتك..ولم تستطع تذكر ملامح وجهك



ولمحة في عي*** ذلك الكم من جيوش الأحزان..



والتمست بقايا دموعك على وجنتيك..وأطفئت الأنوار في غرفتك



وجلست في الركن البعيد كالطائر الصغير..وتذكرت ملامحهم وتفاصيلهم معك



وضممت رأسك بين يديك..وبكيت بكاء الأطفال



وأوصيت الظلام أن يستتر لحظات ضعفك بدونهم..





لا تحـــــــزن...





لأنك خسرتهم..ولأنهم رحلوا...



ولأن الدنيا أظلمت في عينا قلبك من بعدهم...



وضاق بك الوجود بدونهم..فأنت تعلم بأنهم أبداً



لن يعودوا إليك يوما..





لا تحـــــــزن...







أن وجدت نفسك في بلاد غريبة..حامل بين ذراعيك صندوقك الملئ بأحزانك..



وكأنك تريد الفرار من ذاكرتك إلى البعيد..حيث الوجوه الجديدة



والأعين التي تجهلها ولا تعرفك..والطرقات التي لم تشهد تفاصيل احزانك..



فتخذلك ذاكرتك..وترسم يداك وجوههم فوق الجدران



وفوق الرمال..وفوق الجبال



فتبكيهم وتخاطب صورهم بسذاجة الأطفال..





لا تحـــــــزن...





أن وجدت نفسك في صفحات دفاترهم..وقلبت الصفحات فيها..



ورأيت حلم رسمته معهم..وقصر بنيته في حقولهم..



وشممت بين الصفحات عطرهم..وبقايا الورد الذي أهديتهم..



والتمست على الصفحات دموعهم..وقرئت بين السطور وعودهم..



وانتهت بك الصفحات إلى قرار عنك يبعدهم..





لا تحـــــــزن...







أن سمعت في الطريق أغانيهم..ولا تتألم..



عندما تمشي الطريق الذي كان يؤدي إليهم



ولا تعبس..أن انتقيت ألوانهم وعطرهم وتحدثت بحديثهم...



واكتشفت بأنهم يسكنون أعماقك أكثر منك..



وبكيت على قلبك..وعلى مشاعرك..وأجهشت بالبكاء تفكر كيف استعمروك



وأنت تصفق بحرارة لهم..





لا تحـــــــزن...







إن غادروك وأنت في أمس الحاجة إليهم..وعلمت بعد حين



بأنهم اختاروا سواك..وتجاهلوك..



وتجاهلوا آلامك..وأحزانك..ودموعك..



واشتعالك..وانطفائك..



ومعاناتك..وضياعك..



ورحيلك..وغيابك..





لا تحـــــــزن...







إن جردتك الدنيا منهم..وأصبحت في حياتهم عابر سبيل..



وأصبحت تسكن قشور الذاكرة..وهم يسكنونك كالدم..



ويعيشون..ويعيشون..



وأنت ما زلت تحتضر..وتحتضر..



شيع جثمان أحلامك..وامسح دموع قلبك..



وامسح بكفك على جبينك..وقبل رأسك في المرآة..



وقدم الزهور لنفسك..وردد بتضرع شديد بينك وبين نفسك:



ربي أني مســــني الضر وأنت ارحم الرحمين



آخر الهمسات..





لا تحـــــــزن...





أن فتحت جريدة صباحية ..وقرئت اسمي بين السطور..



في الزاوية المرعبة من قائمة الوفيات..فهو الحقيقة الوحيدة..



والقدر الوحيد الذي لا ينكره عاقل..ويقينا منا بأنه آت ذات يوم لا محاله..



فقد أصبح هذا الموت في كل مكان..وأصبح كالشبح يطاردنا حتى يدركنا..



فحكاياته المرعبة يا سيدي ما عادت تخيفني..وما عدت اجزع منه..



فهو راحتي بعد تلك المسافة الطويلة في هذه الحياة..



بعد كل ذلك الكم من



التعب..والشقاء..



والعناء..والبكاء..



فلا تحزن..ولا تبتئس..



ولا تذرف دموعك هناك..عند شاطئ البحر ..



ولا تخبر البحر بنبأ رحيلي..فهو أشدكم حزنا علي..



وهو أكثركم معرفة بي..فلا تُبكيه..ولا تَبكي علي..



فقط امنحني قصيدة شعرية واهدني إياها على ضفاف شواطئ أحزاني



واكتب على رمال الطريق..واعترف ولو لمرة



بأنني كنت أعشقك..وأنني كنت احبك حبا جما



وأنني بكيتك حد الهلاك..وأنني أحببتك حتى الممات..



ومع موت الهمسات...





لا تحـــــــزن...





ولا تستسلم لنبأ رحيلي..ولا تجعله يهز تلك الأعماق الرائعة فيك..



ويخيل إلي بان رحيلي سيكون قاس عليك..



فقد يذهلك..وقد يزعجك..



وقد يرعبك..وقد يؤلمك..



وقد يزلزلك..وقد ينسفك..



وقد يكسرك..وقد يبعثرك..





لا تحـــــــزن...





بعد رحيلي..وقف على قبري وأتلو عليه الفاتحة..



وأتلو سورة يس والواقعة..وقف هناك وحدثني..



وحاورني كما عودتني..واخبرني بأخبارك وأخبارهم..



وكيف جرت بك الدنيا من بعدي وبعدهم..



وكيف أصبحت الدنيا بعد غيابي..وكيف أصبح لون الأيام بعد رحيلي..



وكيف حال الأشعار من بعدي..وكيف باتت خواطري...



ولا تبكي.. حين تتذكر تفاصيلي..



ولا تنهار بدموعك حين تتذكر بأنني ما عدت هناك..



ما عاد هناك من ينتظرك بشغف..وينتظرك بخوف..



وينتظرك بحنين..وينتظرك بشوق..



وينتظرك بألم..



وينتظرك..



وينتظرك..



وينتظرك..



وأنت في حرقة من زحمة أقدارك .تفكر في ذلك القلب الذي احرقه انتظارك..



ما عاد هناك من يبكي اللحظات بدونك..وما عاد هناك من يشكي مرور الوقت في غيابك..



وما عاد هناك من يحصي الثواني للقائك..



لا تبكي لان الدنيا حرمتك مني..فقد حرمتني منك قبلا..



لا تبكي ..فأنت من فتح لي أبواب قلبه في لحظة صدق..



ووهبني الحب بلا تردد..ومنحني الآمان بلا حدود..



وغمرني بأحلامه..وغمرني بعطائه..



ورممني..ورمم مشاعري المسفوكة..



ورمم أحلامي المكسورة..وأعاد صياغتي من بقاياي الحزينة..



لا تبكي..لا تبكي..



لأنك فاجأتني يوما بالرحيل..وتلاشيت في الهواء كبخار الماء..



وودعتني في صمت هادئ كالغرباء..وقبل أن تنتهي الهمسات..



شكــــرا لأنك وهبتني ولو للحظات..



قلبك..وصبرك..



وحلمك..وحرفك..



وصوتك..وعطفك..وحنانك..



يقولون يا سيدي بأن المسافة بين الميلاد والموت..تقاس بعدد الأيام التي أحببت فيها



فاحسب مسافاتي بأيامي الرائعة التي عشتها معك..



معك أنت..أنت وحدك





تحياتي وارق عباراتي



ملاك الروح*
 
[align=center]كلمات راااااااااااااائعه ملاك الروح*



وسلمت يمناك على ما خطت



وربي يعطيك العافيه



تحياتي لك [/align]
 
أعلى